اليونان : مدير مخيم موريا: نبذل جهودنا وليتفضل من يستطيع القيام بما هو أفضل
اشتهر اسم مخيم موريا الواقع على جزيرة ليسفوس اليونانية بسبب الظروف الإنسانية السيئة فيه . لكن مدير المخيم يرد على الانتقادات الموجهة لهم ويقول إنه وفريقه يبذلون قصارى جهدهم، مضيفاً أنهم يواجهون تحديات كبيرة.
الصبر ليس مجرد فضيلة، بل هو ضرورة لطالبي اللجوء الذين يعيشون في مخيم موريا على جزيرة ليسفوس اليونانية. والكثير منهم تعلموا أن يقولوا كلمة perimene اليونانية والتي تعني الانتظار.
ويقول مهاجر من الكاميرون : للذهاب إلى المشفى علينا الانتظار، ولنأكل يجب الانتظار، وعند الشرطة يلزم الانتظار، إلى متى هذا الانتظار؟ أنا أنتظر في الاتحاد الأوروبي!
ويؤدي هذا الانتظار أحياناً إلى حصول مشاجرات، فعندما كان فريق مهاجر نيوز في المخيم كانت امرأتان تتبادلان الشتائم وتم التدخل بينهما لمنع حصول مشاجرة. وقد كانت الامرأتان تنتظران دورهما عند الطبيب تحت المطر.
الاكتظاظ يسبب التوتر
يقول مدير المخيم، غيانيس بالباكالكيس، : لم يغادر أي شخص من هؤلاء بلاده بنية المجيء إلى موريا أو الإقامة فيها، ولذلك يشعرون بالإحباط ، ويضيف الجنرال السابق الذي تقاعد قبل سنتين: سبب وجود توترات ومشاكل هنا هو قلقهم حيال وقت مغادرة هذا المكان. هنا يعيش عدد كبير من الناس ضمن مساحة صغيرة جداً.
عندما وصل عدد سكان المخيم إلى تسعة آلاف في أواخر عام 2018، قررت الحكومة اليونانية نقل قسم منهم إلى البر اليوناني. وقد أدى ذلك إلى انخفاض عدد المقيمين في المخيم إلى خمسة آلاف، لكنه ما يزال أعلى بكثير من السعة القصوى المفترضة وهي 3100 شخص.
ويرجع وجود عدد كبير من المهاجرين واللاجئين في مخيم موريا إلى سياسة النقاط الساخنة للاتحاد الأوروبي. حيث قام الاتحاد الأوروبي بتصنيف جزيرة ليسفوس، التي يوجد فيها المخيم، كـ « نقطة ساخنة » تتركز فيها إجراءات البت بطلبات اللجوء والتحقق من الهويات.
وفي حين أن معظم المهاجرين الذين قصدوا الاتحاد الأوروبي عام 2015 قد غادروا الجزيرة، مازال مهاجرون آخرون يقيمون فيها بانتظار البت بطلبات لجوئهم، وهذا قد يستغرق شهوراً.
وكان هدف الاتحاد الأوروبي من خلال سياسة تحديد النقاط الساخنة هو مكافحة الهجرة غير الشرعية من تركيا إلى الجزر اليونانية، حيث تم تعزيز وجود الوكالة الأوروبية لحماية الحدود (فرونتكس) فيها. وقد شهدت أعداد المهاجرين من تركيا إلى اليونان انخفاضاً واضحاً من 856732 في عام 2015 إلى 32497 في عام 2018.
لا أشعر بالأمان في الليل
يعيش 60% من سكان المخيم في حاويات شحن، و40% في خيام. بينما يعيش القُصر غير المصحوبين بذويهم في منطقة مُسيّجة من أجل زيادة الأمان.
ويقول قاصر أفغاني (17 عاماً) : في النهار أشعر بالأمان، لكن الناس في الليل تشرب الكحول وتدخن، لذلك لا أشعر بالأمان في الليل. فقبل ليلتين، قام أفغاني ثمل (15 عاماً) بإضرام النار في مكان آخر بالمخيم. لكن لم يصب أحد بأذى بعد تدخل رجال الإطفاء.
وبسبب هذه الحوادث يقول كثيرون إنهم لا يشعرون بالأمان. يقول أحد اللاجئين الأفغان المقيمين في المخيم: عندما يسكر أحدهم فإنه لا يعود كما كان ولا يمكن السيطرة عليه، ويضيف: في أفغانستان كان هناك قتال كل يوم، لكن الوضع كان أفضل من مخيم موريا، فهناك كانت عائلتي تبقيني في أمان.
مكان غير مقبول للعائلات
يقسم الجزء الرئيسي في المخيم إلى أقسام منفصلة، بعضها مخصص للعائلات وبعضها الآخر للرجال. وقد أراد رجل أفغاني أن يرينا الحاوية التي يعيش فيها مع زوجته وأطفاله الأربعة، إلى جانب ست عوائل أخرى. كانت الحاوية من الداخل مظلمة وباردة ورطبة ومكتظة.
انقطاع التيار الكهربائي باستمرار يعني حرمان العوائل من الإنارة والتدفئة. يقول الرجل إن هذا المكان غير مقبول لأطفاله، وبينهم رضيع (4 أشهر). وقد عبّر الرجل عن قلقه الشديد على عائلته، بسبب الطقس البارد في ليسبوس، ولأنه لا يعرف كم من الوقت يتعين عليهم الانتظار في موريا أثناء البت بطلبات لجوئهم.
نبذل قصارى جهدنا
جميع سكان المخيم، الذين أتوا من أكثر من أربعين بلدا، يكررون عبارة موريا ليست جيدة باللغة الإنجليزية.
وتتكرر انتقادات المنظمات الدولية للظروف المعيشية البائسة في المخيم، لكن مدير المخيم يرى أن هذه الانتقادات يجب ألا تكون موجهة له ولموظفيه، مؤكداً أنهم يبذلون قصارى جهدهم.
ويضيف الجنرال المتقاعد: نحن مرتاحو الضمير لأننا نقوم بعمل إنساني،
ويتابع: عندي أشخاص يعملون بتفان مقابل 495 يورو فقط في الشهر، وأي شخص يعتقد أن بإمكانه القيام بعمل أفضل فليتفضل ونحن نرحب به. سنعود إلى بيوتنا وليقوموا هم بهذه الوظيفة بدلاً منا.
صفقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا تضر بالأشخاص الضعيفين
تقول منظمة أطباء بلا حدود، التي تدير عيادتين في المخيم، إن الاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية فشلا في الوفاء بالتزاماتهما حيال طالبي اللجوء.
ويقول رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليونان، توماسو سانتو: بعد ثلاث سنوات من سياسة الاحتواء في اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع تركيا، إلى جانب الظروف المعيشية القاسية في مراكز الاستقبال في اليونان، ما زالت (الاتفاقية) تؤثر بشدة على صحة المهاجرين واللاجئين وتعيق تعافيهم.
وتدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات اليونانية والاتحاد الأوروبي إلى إجلاء الأشخاص الضعيفين بشكل فوري إلى أماكن آمنة في البر الرئيسي ودول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي.
المصدر / مهاجر نيوز