جائحة كورونا تكشف عدم تكافؤ فرص بين التلاميذ المهاجرين وأقرانهم
أدت جائحة كورونا إلى إغلاق المدارس في الكثير من دول العالم واللجوء إلى التعليم عن بعد. الأزمة سلطت الضوء على عيوب منظومة التعليم المدرسي في ألمانيا فيما يخص التلاميذ المهاجرين، حتى في زمن ما قبل كورونا.
أنهت ماشا نجفي عملها كمتدربة في الصيدلية وحثت الخطى نحو المنزل. أطفالها وحيدون هناك. وصلت الأم العازبة برلين عام 2015 قادمة من أفغانستان. بدا على طفلتها ذات الـ 11 ربيعاً في الآونة الأخيرة التعب والاكتئاب. ويحضر ابنها الأكبر سناً لامتحان مهم، ومع تزايد الضغط يكافح لمواكبة زملائه في الصف. تقول في تصريح سريع لـ “مهاجر نيوز”: “يتعين عليّ الدراسة في المنزل وإجراء تدريب عملي في الصيدلية. تضاعفت مشاكلي منذ أزمة كورونا وما نتج عنه من تعطيل للتعليم المدرسي”.
أحد أكبر المشاكل تكمن في اللغة: “عندما لا يعرف الأهل اللغة الألمانية، لن يكون بإمكانهم مساعدة أطفالهم. الأطفال المهاجرون لا يفهمون اللغة بشكل جيد ما يؤثر على مستواهم التعليمي”، مشيرة إلى عدم وجود دعم للأطفال المهاجرين في ذلك المضمار.
وفي تقنيات التعليم عن بعد أيضاً!
لا يتوقف الأمر على اللغة وحدها؛ إذ يعاني الأطفال المهاجرون من نقص في التقنيات الحديثة واللازمة للتعلم من المنزل كأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والإنترنت.
تقدم بعض المؤسسات الخيرية كتلك التابعة للكنيسة دروس تقوية للتلاميذ المهاجرين، بيد أنها أرغمت على إيقافها بعد جائحة كورونا. ونتيجة لذلك يفقد الأطفال المهاجرون وسيلة مساعدة أخرى في مشوارهم: “أخشى أن يتراجع مستوى أطفالي وعلاماتهم. هذا يعني أن التعليم يعتمد على الطبقة الاجتماعية-الاقتصادية: أولاد الأغنياء يحصلون على فرص أفضل عن طريق دروس التقوية الخاصة ووسائل التعليم الحديثة”، تقول ماشا.
تحذيرات أممية
المفوضية السامية للاجئين عبرت هي الأخرى عن قلقها: “شهور الإغلاق المدرسي قد تحرم التلاميذ المهاجرين من الخطوات الصغيرة التي اتخذت في السابق لدعمهم”.
معلم ثانوي من مدينة بون فضل عدم ذكر اسمه صرح لـ “مهاجر نيوز”: “نواجه نقصاً حاداً في المعلمين. أثرت هذا القضية منذ عشرين عاماً. وكل ما فعلته أزمة كورونا أنها أظهرت المشكلة إلى السطح”.
بعد تخفيف إجراءات الحجر في عدة دول، شرعت المدارس بفتح أبوابها على التدريج. وذكرت دراسة للأمم المتحدة حول تأثير فيروس كورونا على الأطفال والشباب المهاجر أن تلك الفئة تواجه خطر ترك الدراسة أو التخلف عن أقرانهم بسبب اللغة.
مدرس الثانوية من مدينة بون شدد على ضرورة إحداث استثمارات ضخمة في النظام التعليمي وإيجاد حل لدعم التلاميذ المهاجرين واللاجئين.
الأمر لا يصح فقط في ألمانيا، إذ أن الوضع في دول أخرى أكثر سوءاَ، حيث لا يمكن للتلاميذ المهاجرين الدخول للمدارس أو التعلم عن بعد. وحسب منظمة اليونيسف فإنه حتى قبل الإغلاق بسبب كورونا وتعطيل الدارسة لنحو 1.6 مليار تلميذ، كانت أبواب المدارس مغلقة في وجه ملايين من التلاميذ المهاجرين. وحسب المنظمة تمكن أقل من نصف التلاميذ اللاجئين من دخول المدارس الابتدائية والمتوسطة، في حين لم يدخل المدارس الثانوية إلا ربع التلاميذ المهاجرين.
مهاجر نيوز